
في الواقع ليس كل منا يستخدم الفرشاة والخيط بشكل منتظم. قد نعتقد أنه ليس مشكلة كبيرة إذا نسينا القيام بذلك عدة مرات، أليس كذلك؟ مثل العديد من أجزاء جسمنا، تحتاج أسناننا ولثتنا إلى رعاية مستمرة ومتسقة حتى تؤدي وظيفتها على أفضل وجه. إذا كنت لا تمارس نظافة الفم بشكل جيد، فقد حان الوقت للبدء. وذلك لأنه بدون تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بشكل صحيح، يمكن أن تنشأ أمراض اللثة وتسبب ضررًا حقيقيًا، ليس فقط للثة، ولكن لصحتك العامة.
أسهل طريقة لضمان صحة اللثة هي منع مشاكل صحة الفم عن طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بشكل صحيح كل يوم وزيارة عيادة الأسنان لدينا مرتين على الأقل في السنة. هدفنا دائمًا هو مساعدة المرضى على الحفاظ على ابتسامتهم الصحية، ولكن إذا كنت تعاني من أمراض اللثة، فنحن هنا لمساعدتك على تثبيت أنسجة اللثة وإبقائك على اطلاع بأحدث التطورات العلاجية.
ما هي امراض اللثة؟

أمراض اللثه عدوى تصيب الأنسجة التي توفر الدعم للأسنان. وتشمل هذه الأنسجة اللثة والأربطة وعظام الفك. تسبب البكتيريا التي تعيش في البلاك الناعم ( بقايا الطعام) أمراض اللثة بشكل عام. البلاك عبارة عن طبقة لزجة تتشكل بشكل طبيعي بعد تناول الطعام، وإذا لم تتم إزالتها بشكل صحيح خلال 48 ساعة من خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، فسوف تتصلب اللويحة وتتحول إلى جير. تبدأ أمراض اللثة المتقدمة في الغالب بلوحة/طبقة مليئة بالبكتيريا تهيج أنسجة اللثة. إذا لم تتم إزالة هذه اللويحة الجرثومية بالفرشاة والخيط بشكل جيد، فسوف تتحول إلى مادة صلبة تسمى الجير. بمجرد تراكم الجير حول الأسنان، لم يعد بإمكانك تنظيف أسنانك بشكل كافٍ بنفسك. يجب على طبيب الأسنان أو أخصائي صحة الأسنان إزالة الجير باستخدام مجموعات خاصة من الأدوات.

إذاسمح للجير بالتراكم حول خط اللثة، فسوف يؤدي الى تلف الترابط والالتصاق الصحي بين اللثة والأسنان،مما يسمح للبكتيريا والبلاك بالتجمع تحت اللثة وعلى طول جذور الأسنان. تسمى هذهالفتحات الموجودة على خط اللثة بالجيوب اللثويه، وبمجرد أن تتشكل،فإنك تتعرض لخطر فقدان أسنانك إذا لم تطلب العلاج من طبيب أسنانك أو أخصائي صحةالأسنان أو أخصائي اللثة وهو متخصص في اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان.
مراحل امراض اللثه

التهاب اللثة هو المرحلة الأولى من مرض اللثة، وهي المرحلة الوحيدة التي يمكن عكسها بعدالعلاج غير الجراحي.
ويتميز باحمرار اللثة وانتفاخها ونزيفها ورائحة الفم الكريهة و طعم كريه في الفم. اذا لم يتم معالجة هذه الحالة لدى اخصائي اللثهفان ذلك سيؤدي الى استمراريتها وتوسع الالتهابات الى الأنسجة اللثوية المرتبطة بالأسنان لتتشكل الجيوب اللثوية ومن ثم وصول الالتهابات الى عظام الفك وتاكلها لتزداد الجيوب اللثوية عمقا. وعندما يتم اهمال هذه الحالة او عدم الانتباه لها فانذلك سيؤدي في النهاية الى فقدان الأربطة اللثوية والعظمية حول الأسنان المتضررةوتخلخلها من مكانها وفقدانها لاحقا.
على الرغم من أن النخور السنية الكبيرة (التسوس) و التهابات أعصاب الأسنان تسبب الالم، إلا أن أمراض اللثة غير مؤلمة نسبيًا، ولهذا السبب فإن أمراض اللثة هي السبب الرئيسي لفقدان الأسنان لدى البالغين. كثير من الناس لا يعرفون أنهم مصابون بأمراض اللثة لأنهم لا يشعرون بالألم، وذلك بسبب الطبيعة البطيئة جدًا لتطور المرض اللثوي.
على الرغم من أن التجاويف الكبيرة والتهابات أعصاب الأسنان تؤلمك، إلا أن أمراض اللثة/اللثة غير مؤلمة نسبيًا، ولهذا السبب فإن أمراض اللثة هي السبب الرئيسي لفقدان الأسنان لدى البالغين. كثير من الناس لا يعرفون أنهم مصابون بأمراض اللثة لأنهم لا يشعرون بالألم، وذلك بسبب الطبيعة البطيئة جدًا لتطور المرض
هل يمكن أن تؤثر صحة/ أمراض اللثة على الصحة العامة؟

الفم أمر بالغ الأهمية للصحة العامة لجسمك. من الهواء الذي تتنفسه إلى الأطعمة التي تتناولها، تدخل العديد من السموم إلى جسمك عبر فمك. يمكن للبكتيريا الفموية المتفشية في أمراض اللثة أن تدخل الجسم أيضًا وتؤثر على صحتك العامة. كما يمكن أن تدخل بكتيريا الفم إلى مجرى الدم من خلال أنسجة اللثة التالفة، وقد وجد الباحثون آثاراً لهذه البكتيريا في أدمغة مرضى الزهايمر وفي شرايين مرضى القلب. في الواقع، العديد من المرضى الذين أصيبوا بنوبات قلبية و/أو سكتات دماغية، هم مرضى يعانون من أمراض اللثة المتقدمة. أظهرت الأبحاث أيضًا وجود علاقة إيجابية ثنائية الاتجاه بين مرض السكري (ارتفاع مستوى السكر في الدم) وأمراض اللثة المتقدمة. لا يؤثر مرض السكري سلبًا على صحة اللثة فحسب، بل تؤدي اللثة المريضة أيضًا إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. قد يعاني الأطفال حديثي الولادة من انخفاض الوزن و/أو الولادة المبكرة، إذا كانت الأمهات يعانين من مرض اللثة المتقدم. لأن مرض اللثة هو حالة مزمنة، يجب على المرضى بذل كل ما في وسعهم لمنع تطوره والتأثير على صحتهم العامة.
علاج أمراض اللثة

بالنسبة للمرضى الذين يعانون من التهاب اللثة الخفيف (المرحلة الأولية الأولى من المرض)، قد تكون عمليات تنظيف الأسنان الاحترافية المتكررة في عيادتنا لطب الأسنان وتحسين الرعاية المنزلية الشخصية كافية لتجديد صحة الفم بشكل كامل. مثل هذا العلاج غير الجراحي لأمراض اللثة يعكس آثار التهاب اللثة في مراحله المبكرة.
قد يحتاج المرضى الذين يعانون من مراحل متقدمة أكثر خطورة من المرحلة الأولية إلى علاجات متقدمة بالإضافة إلى تنظيف الأسنان الاحترافي بشكل متكرر في العيادة. تشمل هذه العلاجات الأكثر تقدمًا ما يلي:

• إجراء التجريف العميق للثه مع صقل الجذو، والذي يتكون من إزالة البلاك والجيرالموجود حول الاسنان فوق واسفل خط اللثة. يسمى هذا الإجراء أيضًا بالتنظيف العميق، ويتضمن إزالة السموم البكتيرية الموجودة على أسطح جذور الأسنان من خلال صقلها بادوات خاصة لمساعدة اللثة على الالتصاق بالأسنان والقضاء على الجيوب اللثة
• رفع اللثة: وهو إجراء جراحي بسيط يهدف الى تقليل واحيانا إزالة الجيوب اللثوية وتتضمن رفع اللثه بعيدا عن الاسنان وازاله الجير المتجمع حول الجذور من كافة حواف الاسنان. وقد يتم في هذه الحالة تنعيم حواف عظم الفك التي قد تكون تضررت بفعل المرض اللثوي. الهدف من ذلك هو ايجاد بيئه سليمه ونظيفه اللثة والعظم المحيط بالاسنان. بعد ذلك يتم إعادة الأنسجة اللثوية على الأسنان في موقعها الجديد وخياطتها بطريقة لإزالة الجيوب اللثوية او التقليل من عمقها للمساعدة في الحفاظ على نظافتها مستقبلا.
• ترميم العظام و الأنسجة اللثوية: في الحالات التي تتدهور فيها أنسجة عظم الفك واللثة،يتم وضع الأنسجة المطعمة في موقع الضرر لتحفيز إعادة نمو العظام والأنسجة. يُعرفهذا العلاج باسم "تجديد العظام/الأنسجة الموجهة"، حيث يتم وضع قطعةصغيرة من الشبكة بين اللثة التالفة وسطح الجذر حتى لا تنمو اللثة في الفراغ الذيخلفه تدهور العظام. وهذا يسمح لكل من اللثة وأنسجة العظام بالتجدد بشكل طبيعي للحصول على الدعم الأمثل للأسنان.
علاجات متكاملة لكل مرحلة من مراحل أمراض اللثه والتي تساعدك على استعادة صحة لثتك والحفاظ على أسنانك من الناحية الوظيفية والجمالية.